التسامح: قوةٌ تُعزّز نجاحك وترفَع من شأنك

في رحلتنا نحو النجاح والتميّز، قد نواجه انتقاداتٍ وهجماتٍ تُحاول أن تُثنينا عن مواصلة الطريق. ولكن تذكّروا دائمًا أن التسامح هو سلاحٌ قويٌّ يُمكّننا من التغلّب على هذه التحديات، ويُساعدنا على الوصول إلى أهدافنا. لقد أخبرنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بأن “لا نغضب”، وهذا هو مفتاح التسامح والعفو. فالتسامح ليس دليل ضعف، بل هو دليل قوّة وثقة بالنفس. وكما أخبرنا الله سبحانه وتعالى، فإنّ المُتعافين والمُتسامحين أجرهم عند الله عظيم. واعلموا أن النقد الموجّه إليكم يساوي قيمتكم تمامًا. فإذا أصبحت لا تُنقد ولا تُحسد، فاعلم أنّك لم تُحقّق شيئًا يُذكر. وإذا وُجّهت إليك يومًا ما رسائل شتم أو هجاء وخطابات نقد شديدة، فاحمد الله فقد أصبحت شيئًا مذكورًا، وصرت شخصًا مهمًا ينبغي التعامل معه. إنّ أعظم علامات النجاح هو كيل النقد جزافًا لك. وهذا يعني أنّك عملت أعمالاً عظيمة فيها أخطاء. وأمّا إذا لم تُنقد ولم تُحسد، فمعناه أنّك لم تُقدّم شيئًا يُذكر. وكما ذكر ديل كارينجي مؤلف كتاب (دع القلق وابدأ الحياة) “إن الناس لا يرفسون كلبًا ميّتًا”، وقد كان أبو تمام سبقه لهذا المعنى فقال: (وَإِذا أَرادَ اللَهُ نَشرَ فَضيلَةٍ طُوِيَت، أَتاحَ لَها لِسانَ حَسودِ)، وكذلك يقول أحد الكتّاب عليك أن تشكر حسّادك لأنهم تبرعوا بدعاية مجانية نيابة عنك. وأخيرًا، إذا وَجدت هجومًا كاسحًا ضدّك من زملائك أو أصدقائك أو من أعدائك، فلا تردّ عليهم، بل سامحهم واستغفر لهم، وزد في إنتاجك وعطائك. فإنّ هذه أعظم عقوبة لهم. وإن كانوا مُخطئين، فربما أراد أحدهم الخير أو الصلاح والكمال لك.

 

عبدالله الشوربجي

نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة سالم بالحمر



Certification Badge